معركة كورونا
"لا توجد أي دولة في العالم مستعدة كلياً لمكافحة تفشي الأوبئة".
نتيجة توصل إليها مؤشر أمن الصحة العالمي في 2019 وأثبت صحتها تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19).
فهل الفيروس قوي إلى تلك الدرجة أم أن هناك مشاكل في أنظمتنا الصحية؟
فيروس كورونا (كوفيد-19) كشف لنا أشياء كثير
العمل من المنزل ممكن ولا ضرورة لقضاء حياتنا عالقين في الزحام، العيش على كوكب الأرض دون تدميرة أمر قابل للتنفيذ و الأخطر .. أن أنظمتنا الصحية مع الأسف غير مؤهلة للتعامل مع الأوبئة، تلك مشكلة تعانيها كل دول العالم
حتى تلك التى تتمتع بأنظمة صحية جيدة لكن هنالك عوامل تجعل دولاً أكثر قدرة من غيرها على مواجهة وباء مثل كورونا فهل دولكم من بينها؟
كورونا ×الأنظمة الصحية
36 ساعة تلك هي المدة التى يستغرقها وباء للأنتشار حول العالم وبعد التجارب السابقة مع فيروسات سارس ، إيبولا، زيكا
صار معروفاً أن وقف انتشار الأمراض المعدية يعتمد على تنفيذ الدول تدابير فعالة و بسرعة، لكشف الحالات، ومعالجة المصابين و وقف العدوى.
مؤشر أمن الصحة العالمي
أشار إلى أنه في 2019 لم تكن أي دولة في العالم مستعدة كلياً لمكافحة تفشي الأوبئة.
نعم حتى الدول المتقدمة، كالصين و الولايات المتحدة و دول أوربا، لماذا؟
لأن الأوبئة تدخل الأنظمة الصحية في معركة شرسة فيروس كورونا(كوفيد-19) أصاب عدداً كبيراً من المرضى خلال فترة قصيرة و حتى تتعامل المستشفيات مع هذه الحالات تحتاج إلى أسرّة عناية مركزة، و أجهزة تنفس و غرف عزل و معدات وقائية للعاملين.
هذا إلى جانب المصابين بأمراض أخرى المعرضين لمضاعفات بسبب تركز موارد الرعاية الصحية على أزمة الوباء المستشفيات الإيطالية التى لديها حوالي 3 أسرّة لكل 1000 شخص اضطرت إلى رفض استقبال بعض المصابين بعد تجاوزها الحدود الاستيعابية القصوى، كما لجأت دول مثل إسبانيا و الولايات المتحدة ، إلى استخدام غرف الفنادق و أصدرت طلبات بتصنيع المزيد من أسرّة و الأجهزة.
فما وضع الدول العربية في هذه المعركة؟
الإجابة تتطلب منا التطرق إلى الأنظمة الصحية في منطقتنا، منظمة الصحة العالمية حددت 3 مؤشرات لقياس البنية التحتية الصحية لبلد ما
1-المؤاسسات و القدرات:
هو وجود مؤسسات قادرة على فرض ضوابط و سياسات مرتبطة بالصحة العامة، قوانين، و حجر صحي، ضبط المخالفات المرتبط بالصحة العامة، و مراقبة الأوضاع الصحية و الأستجابة للمتغيرات الطارئة.
2-التعليم:
كوادر طبية مؤهلة، معدات متطورة، وجهود لنشر الثقافة الصحية على مستوى البلاد و كلاهما تحدّ كبير في منطقتنا في ظل هجرة العقول و تباين نسب الوعي بين فئات المجتمع المختلفة.
3- البنى التحتية المادية:
لايشمل ذلك المنشآت الصحية فقط مثل المستشفيات، المعامل، الصيدليات، بل يشمل جميع جوانب البنية التحتية التى تحافظ على الصحة العامة، شبكات الصرف، إمدادت المياه
هل ساعدتكم هذه المؤشرات في تحديد وضع بلادكم؟
نتائج مؤشر أمن الصحة العالمي:
تشير إلى ضعف قدرة الدول العربية على التعامل مع الأوبئة مع تباين النتائج بحسب ظروف كل بلد.
أ- دول الخليج:
التى تتمتع بأوضاع اقتصادية جيدة و نسب سكان منخفضة لديها أنظمة صحية، و كوادر طبية بحكم قدرتها على الاستثمار في القطاع
ب- الدول ذات الموارد المحدودة وأعداد السكان المرتفع
مع تطور أزمة الوباء تواجه عدة دول تحديات سياسية و أمنية صعبة، لبنان مثلاً يواجه ضغط إثر تدفق اللاجئين من المناطق ذات الصارع.
و اليمن ما يزال يصارع، الكوليرا، حمى الضنك، أوبئة أخرى
منذ بداية مخاوف من عجز البلد المنهك سياسياً و اقتصادياً عن التعامل مع كورونا كل تلك التحديات تسلط الضوء مجدداً على ضرورة الاستثمار في أنظمة صحية أقوى و التركيز على تحسين أوضاع العاملين في القطاع الصحي.
فالجيش الأبيض الذي يخوض المعركة ضد الفيروس بإمكانيات ضعيفة جداً.
يحتاج أكثر من التصفيق و التحية.
فعلاً انها معركه تستحق جهد كبير ننتصر فيها
ردحذفتحيا لجيش الأبيض